
طرابلس 19 أغسطس 2021
نشرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا اليوم الخميس الموافق 19 أغسطس من العام الجاري بياناً عبر صفحتها الرسمية بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يوافق 19 أغسطس من كل عام للتعبير عن التضامن مع الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية وللإشادة والإحتفاء بالعاملين في المجال الإنساني.
هذا وذكرت اللجنة في بيانها أن الإحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني يمثل فرصة لتعزيز الإخاء وإرساء القيم الإنسانية النبيلة بين البشر بغض النظر عن الجنس أو اللون أو المعتقد أو الإنتماء الإجتماعي أو السياسي.
كما جاء في البيان أن هذا اليوم نحن نحتفل أيضا بإنسانيتنا، وهي مفعمة بروح الصمود والكرامة، تلك الأسر والمجتمعات التي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في خضم حالات الطوارئ السائدة حاليا، بل تستحق أن يجدد العالم إلتزامه ببذل كل ما في وسعه من جهد لتزويدهم بأسباب العيش بصورة أفضل في المستقبل.
وبمناسبة هذا اليوم تشيد اللجنة بجهود الكوادر الطبية والطبية المساعدة الذين يقفون في الخط الأول في مواجهة جائحة كورونا المستجد .
كما تُثمن اللجنة جهود الهلال الأحمر الليبي، ومؤسسات العمل الخيري والإغاثي والإنساني، والعاملين على تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للنازحين والمهجرين في كافة أنحاء البلاد على مدار السنوات الماضية بشكل عام وخلال هذا العام بشكل خاص مع تفاقم الأزمة الإنسانية والمعيشية والصحية التي يمر بها المواطنين وبشكل خاص الفئات المهمشة والضعيفة والمتضررين.
وتؤكد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا على أن اليوم العالمي للعمل الإنسانى يأتى هذا العام فى الوقت الذي تخيم فيه العواقب المباشرة لحالة الطوارئ المناخية نتيجة التغير المناخى فضلاً عن المخاطر والأضرار الناجمة عن جائحة كورونا.
فيما ترى اللجنة أن التوعية بهذا اليوم واجبة من جانب المنظمات المعنية من أجل إبراز أهمية دور العاملين في مجال العمل الإنسانى لحماية الآخرين وتقديم المساعدة لهم.
وأشارت اللجنة أن في هذا العام بات أكثر من نصف مليون شخص من نساء ورجالا وأطفالا في مدن طرابلس وسرت وبنغازي والجبل الغربي والجنوب الليبي وترهونة وغات ودرج ، يحتاجون إلى مدّهم بالمساعدة الإنسانية والصحية الطارئة.
وأوضحت اللجنة أن أعداد المتضررين من النزاعات المسلحة والازمة الإنسانية التي تمر بها البلاد بلغت مستويات لم يسبق لها مثيل منذ أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها في سنة 2011، فقد بلغ عدد الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية الطارئة في عموم البلاد قرابة إثنين مليون شخص في حاجة ماسة إلى تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية لهم، وفي الوقت نفسه، ما زالت أعداد المتأثرين بالحرب وتداعياتها الإنسانية مرتفعة جراء النزوح الداخلي.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، فإن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، تحث أبناء الشعب الليبي على إبداء روح التضامن مع العاملين في ميدان العمل الإنساني في كافة المجالات الطبية والاغاثية والإنسانية، ومع منظمات العمل الأهلي، بتوحيد صفوفنا سيكون بمقدورنا أن نبني مجتمعا أكثر إنسانية وأقوى إلتزاما بالعمل الإنساني المنقذ لأرواح البشرية.
بينما تجدد اللجنة مطالبتها لجميع الأطراف بالتوقف عن الهجمات والإعتداءات الممنهجة التي تستهدف العاملين في ميدان العمل الإنساني والإغاثي والطبي، وأهمية احترام مهمة وعمل المؤسسات المحلية والدولية المختصة بالعمل الإنساني، وعدم إعاقة فرق الإغاثة والمساعدات الإنسانية والطبية، وتقديم كافة التسهيلات والتعاون لهذه المؤسسات وعدم التعرض لفرق عملها.
وتطالب اللجنة المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بأهمية العمل الفعلي على الإلتزام الكامل بدعم ومساندة جهود المنظمات والمؤسسات الوطنية المعنية بالشؤون الإنسانية، والعاملين في ميدان العمل الإنساني والمدافعين عن حقوق الإنسان، وتقديم كافة التسهيلات والتعاون مع هذه المؤسسات.
كما تطالب اللجنة السلطات الليبية المتمثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بالعمل الجدي على رفع القيود الإدارية على حركة العاملين في المجال الإنساني ومواد الإغاثة داخل ليبيا، حيث أثرت هذه القيود على تعزيز جهود الإستجابة الإنسانية وجهود المنظمات الدولية والأممية العاملة في ميدان العمل الإنساني فقد رصد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية انخفاض في قيود الوصول التي أبلغ عنها الشركاء في المجال الإنساني في يوليو بنسبة 9 %، مقارنة بشهر يونيو مع إستمرار غياب حلول طويلة الأجل، فيما يتعلق بتأشيرات الموظفين الدوليين وتسجيل المنظمات الإنسانية في ليبيا.
وتدعو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا وزارة الخارجية والتعاون الدولي إلى تحديد الخطوات الواجب اتّباعها والوثائق المطلوبة والأطراف المشاركة في كل خطوة من عملية إصدار التأشيرات، وتسجيل المنظمات بشكل شفاف لكي لا تؤثر سلباً على قدرة العاملين في المجال الإنساني على تقديم استجابة إنسانية فعالة في الوقت المناسب.