
ليبيا -مصراتة
21 فبراير 2025
عُقد في قاعة المقهى الثقافي مصراتة ملتقى تشاوري ضم نخبة من شباب المنطقة الوسطى بمشاركة اتحاد شباب المنطقة الوسطى، بحضور ممثلين عن مدن مصراتة، الخمس، قصر خيار، ترهونة، بني وليد، سرت، زليتن، ومسلاتة. جاء اللقاء في الذكرى الرابعة عشرة لثورة السابع عشر من فبراير، ليبحث الشباب عن إجابات لسؤال ملح: ماذا بعد 14 سنة من الثورة؟ ، ويضعوا تصورًا عمليًا للخروج من حالة الجمود السياسي التي تعانيها البلاد.
تفعيل دور الشباب في المشهد السياسي
أكد المنظمون في تصريح صحفي أن الملتقى جاء بدافع تفعيل دور الشباب في المشاركة الفاعلة لإخراج ليبيا من نفق الإنسداد السياسي الذي أثقل كاهل المواطن، وساهم في ارتفاع معدلات الفساد، مع غياب أفق واضح للإستقرار. ورغم بساطة الإمكانيا إلا أن الحضور الكثيف، والنقاشات العميقة، عكست رغبة الشباب الحقيقية في التغيير.
تنوع يُثري الحوار
تم توجيه الدعوة إلى نخب شبابية من نشطاء مدنيين وسياسيين، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الشبابية الرسمية وغير الرسمية، مع فتح الباب أمام كافة المنخرطين في اتحاد شباب المنطقة الوسطى والمقهى الثقافي مصراتة، لتوسيع دائرة المشاركة وتعزيز التنوع الفكري داخل القاعة.
الثورة، المصالحة، والحلول السياسية
تناولت جلسات الملتقى عددًا من المحاور الجوهرية، أبرزها:
محطات الثورة التي أدت لإنحرافها عن أهدافها.
المكتسبات الوطنية وكيفية الحفاظ عليها وتطويرها.
دور الشباب في دعم ملف المصالحة الوطنية.
الآليات الشبابية الممكنة لدفع العملية السياسية نحو الإستقرار.
الواقع الصعب أمام الطموحات الكبيرة
ناقش الشباب العقبات التي تواجه العمل الوطني، وعلى رأسها حسب قولهم
هيمنة أطراف الصراع على الإعلام واستغلال المال والنفوذ لتغذية الإنقسام.
ضعف أداء المؤسسات المعنية بالمصالحة.
انعدام الموارد لدعم المبادرات الشبابية واستمراريتها.
النتائج: خطوات عملية وقمة شبابية مرتقبة
خرج الملتقى بعدة توصيات عملية، منها
عقد جلسات موسعة تشمل كافة المناطق الليبية (غرب، شرق، جنوب) تحت شعار”معًا نحو الإستقرار”.
تشكيل لجان تواصل مع نشطاء المدن الليبية لتوحيد الجهود والرؤى.
إعداد مبادرة شبابية وطنية لدعم العملية الإنتخابية، توحيد المؤسسات، وتفعيل لجان المصالحة.
تعزيز خطاب التسامح ونبذ الكراهية، كمدخل لتحقيق السلم الإجتماعي.
خريطة الطريق نحو التغيير
يخطط الشباب لعقد قمة موسعة بمشاركة جميع المناطق الليبية، تبدأ من المنطقة الوسطى وتُفتح تدريجيًا لباقي المدن. ستكون القمة جلسة علنية يُعرض فيها ملخص اللقاءات التشاورية، مع تشكيل لجنة لتجميع المبادرات والمقترحات وفق معايير واضحة، في خطوة تمهيدية لطرحها على الرأي العام والجهات السياسية الفاعلة.
شباب يقودون التغيير
أكد المشاركون أن الشباب الليبي بعد 14 عامًا من الثورة، أصبحوا أحق الناس بالمشاركة في رسم سياسات الدولة، بإعتبارهم الشريحة الأكبر في المجتمع والأكثر رغبة في إنهاء الفوضى. ورغم المخاوف من تجدد الصراع المسلح أو تغير المشهد السياسي بسرعة، إلا أن الشباب يراهنون على الإرادة الجماعية، ويؤمنون أن الوطن يستحق عصرًا جديدًا من البناء والإعمار بعيدًا عن الحرب والدمار.
واختتم المشاركون رسالتهم بالقول
هذا الوطن لا يستحق كل هذا العبث. الليبيون يستحقون الإستقرار، والسلام، والتنمية. ولن تكون هناك حرب إلا على الفساد.